حرب طروادة أسطورة يونانية تبرز الصراع الذي هزمت فيه بلاد الإغريق
القديمة مدينة طروادة. وقد ألهمت هذه الأسطورة كثيراً من الأعمال الرائدة
في مجال الأدب الكلاسيكي. أصبحت بعض الحوادث التي وقعت أثناء أو بعد حرب
طروادة موضوعاً لثلاثة أشعار ملحمية عظيمة وهي الإلياذة والأوديسة
المنسوبتان للشاعر الإغريقي هوميروس، إضافة إلى الإنيادة للشاعر الروماني
فرجيل. وقد تم تصوير أبطال وضحايا هذه الحرب في أعمال تراجيدية إغريقية مثل
أجاممنون للكاتب إسخليوس، وأجاكس لسوفوكليس وامرأة طروادة ليوربيدس.
اختلف
العلماء حول حقيقة أسطورة حرب طروادة، فبعضهم يعتقد بأنها تُحرِّفُ وتبالغ
في النزاعات الصغيرة التي شارك فيها الإغريق من حوالي عام 1500 إلى عام
1200ق.م ويعتقد الآخرون بأن الأسطورة مبنية على حرب واحدة كبيرة يعتقد
الكثيرون بأنها وقعت أثناء منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وتتضمن
ملحمة هوميروس المادة التاريخية لمختلف الأزمنة مع المادة الخيالية. ونتيجة
لذلك لايمكن الاعتماد على مثل هذه الأعمال بوصفها وثائق تاريخية، ولكن
علماء الآثار استطاعوا اكتشاف بعض الدلائل التاريخية، في حطام مدينة
طروادة، وبعض الأماكن الأخرى التي أكدت بعض الحوادث الموصوفة في الملحمة.
بداية
الحرب. وفقًا للأساطير الإغريقية القديمة، نشبت حرب طروادة نتيجة لحادثة
في وليمة عُرس بيليس ملك ثيسالي وثيتس، وهي واحدة من إلاهات البحر. دُعي كل
آلهة وإلاهات جبل أوليمبس ماعدا إيريس إلهة الخلاف مما أغاظها، ولذلك
حاولت إثارة المشكلات في أوساط ضيوف وليمة العرس. أرسلت إيريس تفاحة ذهبية
مكتوبًا عليها (لأكثرهن جمالاً ). طالبت الإلاهات الثلاث ـ هيرا وأثينا
وأفروديت بأحقية التفاحة، وهنا بدأ الشجار واستطاع باريس بن بريام ملك
طروادة الحكم في ذلك النزاع وقدَّم التفاحة لأفروديت لأنها وعدته بهيلين
أكثر النساء جمالاً في العالم.
كانت هيلين متزوجة من منيلاوس ملك
أسبرطة، واستطاعت الهروب من باريس إلى طروادة عند زيارته لها. قام الملك
منيلاوس وأخوه أجاممنون بإعداد حملة عسكرية ضد طروادة لاسترداد هيلين. وكان
ضمن الجيش الإغريقي أبطال مثل أخيل، وأجاكس الأكبر، ونستور وأوديسيوس
(يوليسيس باللاتينية).
حصار طروادة. حاصر الجيش الإغريقي مدينة
طروادة مدة عشر سنوات ولكنه لم يستطع هزيمة المدينة. وصفت ملحمة الإلياذة
بعض الحوادث التي وقعت أثناء السنة الأخيرة للصراع. شعر الإغريق بالضعف بعد
أن غادر أخيل أشجع المحاربين أرض المعركة، ورفض القتال بعد أن أساء إليه
القائد الإغريقي أجاممنون. واستطاع الطرواديون بقيادة هيكتور طرد الإغريق
إلى سفنهم. وأخيراً عاد أخيل إلى القتال بعد أن قتل هيكتور أعز أصدقائه
باتروكلس. استطاع أخيل قتل هيكتور انتقامًا لمقتل صديقه باتروكلس.
تنتهي
الإلياذة بجنازة هيكتور. وروت الأساطير الإغريقية الحوادث التي تعاقبت بعد
ذلك. وكما تذكر هذه الأساطير فإن الطرواديين قد تلقوا المساعدة من حلفائهم
الأثيوبيين وجيش من المحاربات النساء يسمى الأمازونيات. استطاع أخيل
مساعدة الإغريق في هزيمة أعدائهم بقتل بنثيسليا ملكة الأمازونيات وميمنون
ملك الأثيوبيين. وأخيراً استطاع باريس بمساعدة الإله أبوللو قتل أخيل
بطعنِه بسهم في الكعب.
سقوط طروادة. لقد وصِف سقوط طروادة في
الملحمة التي تُدعى الإنيادة. وتصف الإنيادة كيف أن الإغريق قد بنوا حصاناً
خشبياً ضخماً أصبح يعرف باسم حصان طروادة ووضعوه خارج أسوار طروادة.
واختبأ أوديسيوس والمحاربون الآخرون داخل الحصان بينما أبحرت بقية الجيش
الإغريقي بعيداً.
حذرت العرافة كاسندرا والقس لاوكون الطرواديين من
أخذ الحصان إلى داخل مدينتهم ولكن السجين الإغريقي سينون استطاع إقناعهم
بأن الحصان مقدس وسوف يجلب حماية الآلهة، وبعدها جر الطرواديون الحصان إلى
داخل مدينتهم، وفي تلك الليلة غلبهم النعاس وناموا بعد الاحتفال بانتصارهم
الظاهري. استطاع أوديسيوس وزملاؤه التسلل من الحصان وفتح أبواب المدينة
لبقية المحاربين الذين عادوا من جزيرة قريبة.
استرجع الإغريق هيلين
وذبحوا جميع سكان طروادة تقريبًا وأحرقوا المدينة. وتشير ملحمة الإنيادة
إلى نجاة بعض الطرواديين ومن ضمنهم المحارب إينياس الذي أسس أحفاده مدينة
روما.